Egypt Wind Of Change Blog

Tuesday, December 08, 2009

البرادعي يندد بالحملة الصحافية ضده

حسام أبوطالب
القاهرة ـ 'القدس العربي' رصدت العديد من التقارير الرسمية وبعض منها ذو صبغة أمنية
تزايد الإهتمام الشعبي بمحمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية السابق والذي تشير المعلومات إلى احتمال دخوله حلبة المنافسة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
وكشفت تقارير متواترة أن البرادعي الذي تحول لنجم أغلفة للعديد من المجلات والصحف، تحول لقاسم مشترك لحديث البيوت والمقاهي في مصر بعد أن أدرك الملايين حاجتهم لوجه جدي يتمتع بكاريزما واحترام عالمي، من أجل الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه مصر منذ ما يزيد على ثلاثة قرون هي عمر الحزب الحاكم.
ويتساءل العديد من المواطنين متى يحضر البرادعي لكي 'ينهي عصراً من الفساد والفوضى'. كما يطمح العديد من العاطلين عن العمل لان يستطيع البرادعي بعقليته الفذة في أن يقضي على الفساد والبطالة عند وصوله لسدة الحكم.
وعلى حد سواء يرحب بالرجل كل أصحاب التيارات بعيداً عن المنتمين للسلطة الذين يشاركون في الحملة العاتية ضده.
وقد خرج أكثر من مسؤول بارز خلال اليومين الماضيين للعلن للهجوم على البرادعي، وكان آحدث من تولى الضرب في مصداقية الرجل مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية والذي قال أمس الأول 'البرادعي لم يذق طعم الفقر ولم يتمرمط كسائر المصريين حتى يسعى لحكم مصر'، واشار شهاب إلى أن البرادعي 'لايستطيع أن يتولى قيادة مصر لأنه غير مؤهل لحكم بلد تعداد سكانه ثمانون مليون مواطن وذي طبيعة خاصة ولديه قضايا متعددة'.
وكشفت تقارير مصدرها الحزب الحاكم بأنه في حال إذا ما قرر البرادعي خوض الإنتخابات المقبلة فإن الرئيس مبارك حسب إقتراح مستشاريه سيواجهه بنفسه ولن يسمح لنجله جمال بالدخول في منافسة ضده خشية ضراوة المعركة.
وقد بدا جمال مبارك كثير الشرود على مدار الأيام الماضية حسب بعض أعضاء أمانة السياسات بسبب نجاح البرادعي في حصد الأضواء وسرقة الكاميرا بالرغم من أن قدميه لم تحطا على الأراضي المصرية بعد.
ويقول المراقبون إذا ما كان البرادعي يمتلك كل تلك الهالة ونجح في ان يجذب إليه الأضواء وهو لازال في أوروبا فكيف سيكون هو الحال إذا ما حط رحاله في القاهرة.
ويفسر حالة الذعر التي تنتاب كبار المسؤولين في النظام المصري تلك الحملات الضارية التي تتواصل على المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية في معظم صحف الحكومة وفي القلب منها 'الأهرام' و'الأخبار' و'الجمهورية' فضلاً عن دخول التلفزيون المصري في المنافسة على تقطيع جثة الرجل عبر عدد من البرامج وبعض الشخصيات. وقد أوعز أنس الفقي وزير الإعلام المصري لعدد من مقدمي البرامج من أجل تبني موقف متشدد تجاه فكرة ترشيح المدير السابق للوكالة في الإنتخابات. ومن المقرر ان تنطلق حملة عاتية ضد الرجل في غضون الأيام القادمة حسب توقعات بعض المراقبين.
من جانبه ندد الدكتور محمد البرادعي بما تضمنه الهجوم الذي انطلق ضاريا عليه في صفحات الصحافة القومية من اتهام له بأنه قدم الدعم لقرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بغزو العراق عام 2003.
وأوضح د. البرادعي في تصريحات خاصة لــ 'الشروق' أن هذا الاتهام عار تماما غن الصحة مشيرا الى وثيقتين بالغتي الدلالة في هذا الصدد، هما نصا تقريرين قدمهما البرادعي لمجلس الأمن، الأول بتاريخ 27 كانون الثاني (يناير) 2003، والثاني بتاريخ 7 اذار (مارس) من العام نفسه.
وتكشف القراءة الممحصة للوثيقتين عن أن البرادعي قدم فيهما حججا قوية ومتتابعة تستبعد امتلاك عراق صدام حسين لأسلحة تدمير شامل، ومن ثم تنقض الذريعة الأساسية لدى الإدارة الأمريكية لشن العدوان العسكري على العراق.
ففي تقريره المؤرخ 27 كانون الثاني (يناير) 2003، وبعد شرح للإجراءات التي اتخذتها الوكالة في التفتيش والتحقق في شأن البرنامج النووي العراقي، يستنتج رئيس الوكالة وقتها انه 'حتى يومنا هذا لم نجد دليلا واحدا على أن العراق قد استأنف برنامجه للتسلح النووي، منذ القضاء على ذلك البرنامج في التسعينيات'.
وكان البرادعي قد استهل تقريره بتوضيح أن الوكالة كانت قد تأكدت من انتهاء برنامج التسليح النووي العراقي خلال الفترة السابقة على توقف عملية التفتيش في كانون الاول (ديسمبر) 1998، وأن متابعتها خلال الأربع السنوات التالية لذلك من خلال المراقبة عن بعد لم تسفر عن أي شيء يفيد بأن هذا الوضع قد تغير، إلى أن استؤنف التفتيش المباشر عقب صدور قرار مجلس الأمن 1441 فى تشرين الثاني (نوفمبر) 2002.
ويذكر أن الإدارة الأمريكية وقتها كانت تضغط بقوة على الوكالة لتعلن مراوغة العراق وعدم تعاونه مع برنامج التفتيش، لتستخرج مسوغا قانونيا للغزو. غير أن تقرير البرادعي يبدو وكأنه يرد مباشرة على الدعاوى الأمريكية مصرا على 'أن عملنا يتقدم بصورة متواصلة، ويجب أن يسمح له بالاستمرار في مساره الطبيعي'. ويضيف مؤكدا انه في حال استمرار العراق في تعاونه مع الوكالة 'سيمكننا خلال الأشهر المقبلة أن نقدم تأكيدات عالية المصداقية بأن العراق لا يمتلك برنامجا للتسلح النووي'. ويخلص قائلا 'الأشهر المقبلة يمكن أن تشكل استثمارا قيما في السلام، لأنها يمكن أن تعاوننا على تجنب الحرب'.
وفي تقريره بتاريخ 7 اذار (مارس) يبدو البرادعي كمن يقدم دحضا مباشرا للذرائع الأنغلوأمريكية للغزو الذي بدأ بعدها بأسبوعين تقريبا. يقول البرادعي فى تقريره: 'بعد ثلاثة أشهر من التفتيش التدخلي لم نعثر حتى يومنا هذا على أي دليل أو مؤشر معقول لإحياء برنامج التسلح النووي في العراق'. ويضيف أن العراق في الفترة السابقة على التقرير أبدى استعدادا عاليا للتعاون مع الوكالة، معبرا عن أمله في مواصلة العراق لذلك المستوى من التعاون والتفاعل.
ويخلص 'ان المعرفة التفصيلية التي تراكمت لدى خبراء الوكالة بالامكانات العراقية، بالاضافة الى الالتزام الفعال من قبل الدول بمساعدتها على أداء مهمتها، فضلا عن التقدم في الفترة الأخيرة في مستوى تعاون العراق، هذا من شأنه أن يساعدنا على التوصل إلى تقييم موضوعي وعميق للقدرات العراقية في المجال النووي'.
ومن ناحية أخرى، جدد البرادعي التعبير عن استعداده للترشح لرئاسة الجمهورية في مصر، شرط ضمان نزاهة انتخابات الرئاسة، وذلك في حوار مع فريد زكريا، رئيس تحرير مجلة 'نيوزويك'، في الحلقة الأخيرة من برنامجه الحواري ذائع الصيت، الذي أذاعته الـ'سي.إن.إن' يوم الأحد.
كما أعرب البرادعي في الحوار عن قناعته بأن 'الأمور ليست على ما يرام في مصر، وأن السلام الاجتماعي فيها مهدد بالخطر'.
كما أكد الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنه في كل الأحوال، وسواء رشح نفسه للرئاسة أم لا، فإنه سيفعل ما في وسعه بوصفه مواطنا مصريا حتى 'تسير الأمور في الطريق الصحيح'.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home