Egypt Wind Of Change Blog

Monday, July 10, 2006

Ahmad Fouad Negm Interview

From Al Wafd daily July 10th, 2006
كتب : ياسر شورى وخيري حسن
لا أعرف علي وجه الدقة، كيف يتحمل »جبل المقطم« فوق ظهره شاعراً بحدة، وصراحة، وقسوة وثورية أحمد فؤاد نجم. فما يكتبه من أشعار، لمصر الناس والأرض، قادر علي أن يعيد لها الحيوية والنضارة، والجسارة، والإثارة لمفاهيم غابت، وتاهت، وشاخت فوق جذورها. كنت أعتقد ـ وأنا في طريقي اليه لاجراء هذا الحوار ـ ان الجبل يهتز، ويتقلقل، ويتململ، وكأن بداخله حمماً بركانية. لكن علي عكس ما توقعت إذ بي أجد »المقطم« ـ الحجر والناس ـ يحتضن »نجم« ويخاف عليه من »النسمة الطايرة«
سألته عن قانون النشر الذي تدفع به السلطة لتقييد يد الصحافة. قال:
الأمر واضح وضوح الشمس، فالنظام يلعب في الوقت الضائع. غير ان لعبته في »وساخة« ألاعيب اليهود. وهذا ظاهر من توقيت عرض وطرح القانون. لقد استغلوا انشغال الناس بما يحدث في فلسطين ـ ونحن متواطئين معه بالطبع ـ ومباريات كأس العالم، وأشياء أخري، وإذ بهم يخرجون علينا بهذا القانون »الفضيحة«.
وما الذي يدفعهم لهذه »الفضيحة« أمام الرأي العام؟
فضيحة قانون مثل هذا، أرحم من فضائح فسادهم علي الأقل بالنسبة لهم. ان عصابة علي بابا التي تحكم مصر، ضاقت ذرعاً بالصحافة التي تلاحق فساد رجالها. لأنهم يريدون ان يسرقوا في الضلمة دون أن يعرفهم أو يكشفهم أحد.
لكن مجلس الشعب الذي يدافع عن الشعب رحب بالقانون؟
هو ده مجلس شعب حقيقي. ده مجلس أنا انتخبته أو أنت أو غيرنا. لا هذا لم يحدث. هذه سلطة من ساسها الي رأسها جالسة »بالعافية« وليس بالانتخابات. لكن ـ في رأيي ـ هذه بشرة خير.
ومن أين يأتي الخير والقانون سوف يحرمنا من كشف الفساد؟
هو خير، لأن النظام كده، بيعجل بنهايته، وهؤلاء لو أذكياء يتركون البلد ويرحلون الآن وليس غداً
لكنهم يقولون نحن نحمي البلد، ونخاف عليه من الفوضي؟
من الذي قال ان هؤلاء يحبون مصر؟ الذي يحبها فعلاً، لا يفعل ما يفعلون. ولا ينهب ما ينهبون، ولو في ذهنهم أي جميل لهذا البلد عليهم، كانوا رحلوا منذ فترة طويلة. فهل هم راغبون في أن يجعلوها »دم«؟ بالشكل الذي أراه حالياً، هتبقي »دم«.
هل الموضوع معقد وكبير الي هذه الدرجة؟
هو أسوأ من أن يتخيله أي مسئول جالس علي كرسي السلطة. فهنا بشر تموت من الجوع وهناك مليارات تهرب للخارج. أنت عايز ايه أكتر من كده.
يقولون ان وراء هذا القانون رجال »البزنس« الجدد؟
وهذا قول لا تنقصه أركان صدقه.. بالفعل وراء هذا القانون »أحمد عز« الذي امتلك المليارات في سنوات. وأنا دائماً أسأل بيني وبين نفسي من أين جاء هذا الطفل المعجزة، ليحقق كل ذلك في »غمضة عين«؟ لكن يبدو ان السلطة لديها رجالها الذين يأتوا في أوقات تعلمها هي.
يا عم أحمد.. انت بذلك القول ممكن تدخل السجن طبقاً للقانون الجديد؟
أهلاً بالسجن اذا جاء عن طريق هؤلاء. لأنه عيب ألا نكون في السجن حالياً. أنا عن نفسي ـ وغيري الكثير ـ لا أخاف السجون. لكن أخاف التاريخ الذي لا يرحم. فالتاريخ سوف يكتب في صفحات ذهبيةأسماء، وسوف يضع في »مزبلته« أسماء أخري، هم يعرفون أنفسهم والشعب أيضاً يعرفهم.
لكن السجن »حبسة« وجدران صامتة، وجلادون لا يعرفون ان هناك موعداً للحساب؟
طيب وماله. ما احنا محبوسين الآن. فعندما تكون السلطة في يد عصابة، يغيب معها الأمان، يبقي الوطن كله معتقل.
لكن الجماعة الصحافية، والكتاب والأدباء في حالة غضب وضيق مما تفعله الدولة تجاههم؟
أنا شخصياً لست حزيناً، لأن الذي يحدث حالياً أمامي، جاء في وقت بالضبط. فالأمور بدأت تتكشف، وتحل نفسها بنفسها. والأقنعة أمام عيني تتساقط. وما يحدث مع الصحافة »عادي« فلقد حدث مع القضاة.، لقد رأيت بعيني أحد القضاة يبكي بعد أن ضربوه »بالجزمة« ووقتها قلت عندما يبكي قاض في بلد »قل« علي نظامها السياسي السلام.
* ألا يشعر النظام بالعار أمام تلك المشاهد؟
هذا النظام لا يشعر الا بذاته فقط. وجبينه »مرصع« بالعار. الغلابة الذين احترقوا في قطار الصعيد »عار« وما حدث في مسرح بني سويف عار. والسمك الذي أكل البشر من عبارة ممدوح اسماعيل عار.
* لكن القوانين »تسن« حالياً حتي لا يتحدث أحد عن هؤلاء وغيرهم
أنا لن يوقفني عن الكلام وفضح الفساد والفاسدين أي قانون. لأننا أصحاب البلد، وهم الحرامية، ولا يصح أن يقول الحرامي لصاحب البيت »بخ«.
البعض يراهن علي الشارع والشارع قد لا يتحرك؟
البشائر ظهرت مع ظهور الحركات السياسية، في الفترة الأخيرة.. وبعدها سوف تحرك الكتلة الجبارة ليتحرك معها العالم كله. ويوم يحدث ذلك سوف تنقلب الدنيا.
إذن كيف تري المشاهد حالياً؟
أري الهدوء الذي يسبق العاصفة، والتغيير قادم قادم لا محالة. لأن الموضوع خلص، وترسانة القوانين التي تشرعها الدولة حالياً تدل علي أننا امام نظام مرعوب بعد ان اوصل الشعب الي الحضيض.
د. جمال حمدان ذكر ذات مرة ان الشعب المصري لا يتحرك بسهولة وقد لا يتحرك أصلاً؟
الشعب المصري من الذي يراه في حياته اليومية، »شاري دماغه« والتاريخ يقول لنا ان هذا الشعب لم يتحرك بثورة حقيقية خاصة في العصر الحديث. لكنه عندما يفيض به الكيل ـ وأظنه قد حدث ـ تجده يغتال قياداته.
وفي النهاية تركت الشاعر القديم أحمد فؤاد نجم وهو يردد أبيات أشعار كان قد كتبها منذ سنوات طويلة ـ لكنها بحسب قوله ـ صالحة لهذه اللحظة. يقول فيها:ـ
الأولة.. آه.. والغدر وقت أتحكم
صبح الأمان بقشيش.ـ
والتانية.. آه.. الندل لما احتكم يقدر
ولا يعفيش.ـ
والتالتة.. آه.. والحر مهما اتحكم
للندل ما يوطيش
وقبل أن أغادر شقته بالمقطم سألته عن »الندل« الذي يقصده.. قال..
دول كتير قوي اليومين دول في البلد

0 Comments:

Post a Comment

<< Home